وأما جزمه أولا بأن جميع أدعيتهم مستجابة، ففيه غفلة عن الحديث الصحيح: «سألت اللَّه ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة» . قال ابن بطال: في هذا الحديث بيان فضل نبينا صلى اللَّه عليه وسلّم على سائر الأنبياء، حيث آثر أمته على نفسه وأهل بيته بدعوته المجابة، ولم يجعلها أيضا دعاء عليهم بالهلاك كما وقع لغيره ممن تقدم. وقال ابن الجوزي: هذا من حسن تصرفه صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه جعل الدعوة فيما ينبغي، ومن كثرة كرمه أنه آثر أمته على نفسه، ومن صحة نظره لأنه جعلها للمذنبين من أمته، لكونهم أحوج إليها من الطائعين. وقال النووي: فيه كمال شفقته صلى اللَّه عليه وسلّم على أمته ورأفته بهم، واعناؤه بالنظر في مصالحهم، فجعل دعوته في أهم أوقات حاجتهم. وأما قوله: «فهي نائلة» ، ففيه دليل لأهل السنة أن من مات غير مشرك لا يخلد في النار، ولو مات مصرا على الكبائر. مختصرا من (فتح الباري) : ١١/ ١١٦- ١١٧. [ (١) ] له شواهد من أحاديث الباب على صحته. [ (٢) ] زيادة في النسب من البخاري. [ (٣) ] في (خ) : «قال» . [ (٤) ] زيادة للسياق من البخاري. [ (٥) ] ذكره البخاري في كتاب العلم، باب (٣٢) الحرص على الحديث، حديث رقم (٩٩) . قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: أولى منك» ، فيه فضل أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وفضل الحرص على تحصيل العلم. قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال: لا إله إلا اللَّه» ، احتراز من المشرك، والمراد مع قوله: محمد رسول اللَّه، لكن قد يكتفي بالجزء الأول من كلمتي الشهادة، لأنه صار شعارا لمجموعهما كما تقدم في الإيمان ...