للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرحمة [ (١) ] ؟ قال: كتاب كتبه اللَّه قبل أن يخلق خلقه بألفي عام، وستمائة عام على وزن عرشه، ثم نادى: يا أمة محمد، سبقت رحمتي غضبي، أعطيتكم قبل أن تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني، فمن لقيني منهم يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبدي ورسولي أدخلته الجنة [ (٢) ] .

وله من حديث أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: في قوله تعالى: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا [ (٣) ] ، قال: نودوا يا أمة محمد، ما دعوتمونا إذ استجبنا لكم، ولا سألتمونا إذ أعطيناكم [ (٤) ] .

ومن حديث حمزة الزيات عن الأعمش عن علي بن مدرك عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير عن أبي هريرة في قوله: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا، قال: نودي يا أمة محمد، أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم


[ (١) ] رحمة بالنصب، فقدّر: ولكن جعلناك رحمة، وقد أعلمناك ونبأناك رحمة. وقرأ عيسى وأبو حيوة: رحمة بالرفع، وقدر: ولكن هو رحمة، أو هو رحمة، أو أنت رحمة لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ: أي في زمن الفترة بينك وبين عيسى عليه السلام، وهو خمسمائة وخمسون عاما ونحوه. (المرجع السابق) .
[ (٢) ] أخرج الفريابي، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم وصححه، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي معا في (الدلائل) ، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في قوله تعالى: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا، قال: نودوا يا أمة محمد، أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم قبل أن تدعوني.
وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا. وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن عساكر عنه من وجه آخر بنحوه، (فتح القدير) : ٤/ ٢٥١- ٢٥٢.
[ (٣) ] القصص: ٤٦.
[ (٤) ]
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن حذيفة في قوله: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا مرفوعا قال:
نودوا: يا أمة محمد ما دعوتمونا إذ استجبنا لكم، ولا سألتمونا إذ أعطيناكم. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعا: «إن اللَّه نادى: يا أمة محمد أجيبوا ربكم قال: فأجابوا وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم إلى يوم القيامة، فقالوا: لبيك أنت ربنا حقا، ونحن عبيدك حقا، وقال صدقتم أنا ربكم وأنتم عبيدي حقا، قد عفوت عنكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني، فمن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا اللَّه دخل الجنة. (المرجع السابق) ، (تفسير ابن كثير) : ٣/ ٤٠٢.