الاتجاه الأول: هذا الاتجاه الّذي يجعل التغيّر في المعلوم دون العلم، فالعلم الإلهي ثابت أزلا وأبدا، وأما التغيّر الملموس فهو في طبيعة المعلوم، وإن هذا التغيّر معلوم به أزلها. الاتجاه الثاني: هذا الاتجاه يرى حدوث التغيّر في ذات العلم لا في ذات المعلوم، أي على عكس الاتجاه الأول، إلا أن هذا الاتجاه يستخدم ظاهرة التأويل في العلم نفسه. الاتجاه الثالث: وهذا الاتجاه يذهب إلى أن البداء هو تغيير في العلم دون تأويل لطبيعة العلم، ولكن من هو الّذي يتغيّر علمه؟ وهل التغيّر هنا بالنسبة للخالق أو للمخلوقين؟ يرى هذا الاتجاه أن العلم المتغيّر ليس علم الخالق، بل هو ما دونه. ولمن أراد الاستزادة في هذا الموضوع بشكل تفصيليّ موسّع فليرجع إلى: (نظرية البداء عند صدر الدين الشيرازي) (٩٧٩- ١٠٥٠ هـ) وأما النسخ فسيأتي الكلام عنه إن شاء اللَّه تعالى في فصل (الناسخ والمنسوخ) . [ (١) ] آل عمران: ٩٣- ٩٥.