كتاب إمتاع الأسماع

فصل جامع في معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التفصيل - [سادس وسبعون: سجود البعير وشكواه للمصطفى صلى الله عليه وسلم] - ج: 5 - ص: 262

وخرج من حديث يونس بن بكير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو، عن يعلي بن مرة عن أبيه قال: سافرت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سفرا فرأينا منه أشياء عجبا:

نزلنا منزلا فقال: انطلق إلى هاتين الأشاءتين فقل: إن رسول اللَّه يقول لكما:

أن تجتمعا، فانطلقت فقلت لهما ذلك، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها، فنزلت كل واحدة إلى صاحبتها فالتفتا جميعا، فقضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حاجته من ورائهما ثم قال: انطلق فقل لهما: [فلتعد] كل واحدة إلى مكانها، فأتيتهما فقلت لهما ذلك، فنزلت كل واحدة حتى عادت إلى مكانها.

وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين، يأخذه في كل يوم مرتين، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه وقال: أخرج عدوّ اللَّه، أنا رسول اللَّه، ثم قال لها صلّى اللَّه عليه وسلّم: إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع.

فلما رجع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم استقبلته ومعه كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: خذ هذا الكبش، فأخذ منه ما أراد، فقالت: والّذي أكرمك ما رأيناه به شيئا منذ فارقتنا. ثم أتاه بعير فقام بين يديه فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال: ما لبعيركم، هذا يشكوكم؟ فقالوا: كنا نعمل عليه فلما كبر وذهب عمله تواعدنا لننحره غدا، فقال: لا تنحروه واجعلوه في الإبل يكون فيها [ (١) ] .

وخرجه من حديث وكيع عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلي بن مرة عن أبيه قال: رأيت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثة أشياء ... ، فذكر الحديث،

---

[ () ] فقال لي: يا عبد اللَّه، التمس لي ماء، فأتيته بفضل ماء وجدته في إداوة، فأخذه فصبه في ركوة، ثم وضع يده فيها وسمّى، فجعل الماء يتحادر من بين أصابعه، فشرب الناس وتوضّئوا ما شاءوا. ورواه البزار بنحوه، وفي إسناد الأوسط زمعة بن صالح، وقد وثّق على ضعفه، وبقية رجاله حديثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة.
[ (١) ] (دلائل البيهقي) : ٦/ ٢٠- ٢١، ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) : ٩/ ٦، وقال: رواه أحمد بإسنادين، والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، (مسند أحمد) : ٦/ ١٨٢- ١٨٣، حديث رقم (١٧١١٣) ، (١٧١١٤) ، (١٧١١٥) ، (١٧١١٧) ، بسياقات مختلفة، كلها من حديث يعلي بن مرة الثقفي.