ويروى عن عمرة عن عائشة، قالت: يرحم اللَّه زينب، لقد نالت في الدنيا الشرف الّذي لا يبلغه شرف، إن اللَّه زوجها، ونطق به القرآن، وإن رسول اللَّه قال لنا: أسرعكن بى لحوقا أطولكن باعا. فبشرها بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة. قال الحافظ الذهبي: وأختها هي حمنة بنت جحش، التي نالت من عائشة في قصة الإفك، فطفقت تحامى عن أختها زينب، وأما زينب فعصمها اللَّه تعالى بورعها، وكانت حمنة زوجة عبد الرحمن ابن عوف. ولها هجرة، وقيل: بل كانت تحت مصعب بن عمير، فقتل عنها، فتزوجها طلحة، فولدت له محمد، وعمر، وكانت زينب بنت جحش رضى اللَّه تعالى عنها صناع اليد، فكانت تدبغ، وتخرز، وتصدّق. وقيل: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم تزوج بزينب في ذي القعدة سنة خمس، وهي يومئذ بنت خمس وعشرين سنة، وكانت صالحة، صوامة، قوامة بارّة، ويقال لها: أم المساكين. سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لزيد: اذكرها عليّ، قال: فانطلقت، فقلت لها: يا زينب، أبشرى، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أرسل يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربى، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن. [أخرجه مسلم في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب، والنسائي في النكاح، باب صلاة المرأة إذا خطبت واستخارت ربها] . ولزينب بنت جحش أحد عشر حديثا، اتفقا لها على حديثين. [البخاري في الجنائز، باب إحداد المرأة علي غير زوجها، وفي الفتن، باب يأجوج ومأجوج، ومسلم في الطلاق، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة، وفي أول الفتن] . وعن عثمان بن عبد اللَّه الجحشى، قال: باعوا منزل زينب بنت جحش من الوليد بخمسين ألف درهم، حين هدم المسجد. لها ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : ٨/ ١٠١، ١١٥، (طبقات خليفة) : ٣٣٢، (المعارف) : ٢١٥، ٤٥٧، ٥٥٥، (المستدرك) : ٤/ ٢٧- ٢٩، (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٤٩، ترجمة رقم (٣٣٥٥) ، (تهذيب التهذيب) : ١٢/ ٤٤٩، ترجمة رقم (٢٨٠٠) ، (الإصابة) : ٧/ ٦٦٧ ترجمة رقم (١١٢٢١) ، (خلاصة تذهيب الكمال) : ٣/ ٣٨٢، ترجمة رقم ٦٨، (كنز العمال) : ١٣/ ٧٠٠، (شذرات الذهب) : ١/ ١٠، ٣١، (صفة الصفوة) : ٢/ ٣٣، ترجمة رقم (١٣١) ، (المواهب اللدنية) : ٢/ ٨٧، (سير أعلام النبلاء) : ٢/ ٢١١- ٢١٨، ترجمة رقم (٢١) .