فذكر أبو حذيفة في (المبتدإ والفتوح) ، عن محمد بن إسحاق، قال: لما مات خالد بن الوليد، خرج عمر رضى اللَّه عنه في جنازته، فإذا أمه تندبه وتقول أنت خير من ألف من القوم ... م إذا ما كنت في وجوه الرجال أشجاع فأنت أشجع من ليث ... صهر ابن جهم أبى الأشبال أجواد فأنت أجود من سيل ... أتى يستقل بين الجبال فقال عمر رضى اللَّه عنه: من هذه؟ فقيل: أمه، فقال: أمه، والإله- ثلاثا- وهل قامت النساء عن مثل خالد. وهذا وإن كان رواية أبى حذيفة، وهو ضعيف، لكن قد ذكر ابن سعد- وهو ثقة- عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، قال: لما توفى خالد بن الوليد بكت عليه أمه، فقال عمر: يا أم خالد، أخالدا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب. وهذا مسند صحيح، وعلق البخاري قول عمر في النقع واللقلقة في البكاء على خالد، لكن لم يسمّ أمه. ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي (صلّى اللَّه عليه وسلم) ؟ هذا بعيد عادة، بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها. (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٣٤٦، (الإصابة) : ٨/ ٩٧، ترجمة رقم (١١٦٩٦) ، (الاستيعاب) : ٤/ ٩٠٩، ترجمة رقم (٤٠٨١) ، (الإصابة) : ٨/ ٢٦، ترجمة رقم (١١٤٧٧) . [ (١) ] قال الكلبي: ولبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن، وهي العصماء، أم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ. (جمهرة النسب) : ٣٦٨. [ (٢) ] هي عزة بنت الحارث الهلالية، أخت ميمونة، ذكرها أبو عمر مختصرا، وقال: لم أر من ذكرها في الصحابة، وأظنها لم تدرك الإسلام. قال الحافظ: بل ذكرها ابن سعد في الغرائب من النساء الصحابيات مع أخواتها لأمها، وزعم أنها أخت ميمونة أم المؤمنين، وأنها تزوجت عبد اللَّه بن مالك بن الهزم، فولدت له زيادا، وعبد الرحمن، وبرزة، فولدت برزة الأصم والد يزيد، وقيل: هي والدة يزيد بن الأصم. قال: وقيل: إن برزة أخت عزة لأمها، قال: ويقال: إن عزة كانت عند رجل من بنى كلاب، فولدت فيهم. (الإصابة) : ٨/ ٢٤، ترجمة رقم (١١٤٧١) ، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٢٥، (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٨٦، ترجمة رقم (٤٠٣٢) .