قوله: «ولا ديباجا» ، هو من عطف الخاص على العام، لأن الديباج نوع من الحرير، وهو بكسر المهملة وحكى فتحها، وقال أبو عبيدة: الفتح مولّد ليس بعربي. قوله: «ألين من كف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم» ، قيل: هذا يخالف ما وقع في حديث أنس من كتاب اللباس: أنه صلى اللَّه عليه وسلم كان ضخم اليدين، وفي رواية له: والقدمين، وفي رواية له: شثن القدمين والكفين، وفي حديث هند بن أبى هاله، الّذي أخرجه الترمذي في صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فإن فيه أنه صلى اللَّه عليه وسلم: كان شثن الكفين والقدمين، أي غليظهما في خشونة، وهكذا وصفه عليّ من عدة طرق عنه عند الترمذي، والحاكم، وابن أبى خيثمة وغيرهم، وكذا في صفة عائشة له عند ابن أبى خيثمة. والجمع بينهما: أن المراد اللين في الجلد، والغلظ في العظام، فتجتمع له نعومة البدن وقوته، أو حيث وصف باللين واللطافة، حيث لا يعمل بهما شيئا، كان بالنسبة إلى أصل الخلقة. وحيث وصف بالغلظ والخشونة فهو بالنسبة إلى امتهانهما بالعمل، فإنه يتعاطى كثيرا من أموره بنفسه صلى اللَّه عليه وسلم، وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار: أردفنى النبي صلى اللَّه عليه وسلم خلفه في شعر، فما مسست شيئا قط ألين من جلده صلى اللَّه عليه وسلم. قوله: «أو عرفا» بفتح المهملة وسكون الراء بعدها فاء، وهو شكّ من الراويّ، ويدل عليه قوله بعده: أطيب من ريح أو عرف. والعرف: الريح الطيب، ووقع عند البيهقي: ولا شممت مسكا ولا عنبرا ولا عبيرا. ذكرهما جميعا. (فتح الباري) : ٦/ ٧١٤- ٧١٥ مختصرا. وأخرجه الإمام أحمد بنحوه في (المسند) : ٣/ ٥٤٦، حديث رقم (١١٦٣٧) ، ٤/ ٥٧، حديث رقم (١٢٦٦١) . وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : ١/ ٢٥٤- ٢٥٥، باب طيب رائحة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وبرودة يده ولينها في يد من مسها، وصفة عرقه صلى اللَّه عليه وسلم.