وقد ذكر الأزرقي في (أخبار مكة) : عن جده، عن مسلم بن خالد، عن محمد بن الحارث، عن سفيان، عن على الأزدي، قال: سمعت أبا هريرة رضى اللَّه عنه يقول: إنا لنجد في كتاب اللَّه عزّ وجل أن حدّ المسجد الحرام من الحزورة إلى المسعى. وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنه قال: أساس المسجد الّذي وضعه إبراهيم عليه السلام من الحزورة إلى المسعى إلى مخرج سيل أجياد. [الحزورة: موضع بمكة يلي البيت، وهو بفتح الحاء وسكون الزاى، والمحدثون يقولونه بتشديد الواو، وهو تصحيف، وأجياد: موضع من بطحاء مكة] (معجم ما استعجم للبكرى) ، (إعلام الساجد بأحكام المساجد) : ٦٠- ٦١. فالمسجد الحرام هو المكان المعدّ للسجود، أي الصلاة، وهو الكعبة والفناء المجعول حرما لها، وهو يختلف سعة وضيقا باختلاف العصور من كثرة الناس فيه للطواف، والاعتكاف، والصلاة. والحرام: فعال بمعنى مفعول، كقولهم: امرأة حصان، أي ممنوعة بعفافها عن الناس. (تفسير التحرير والتنوير) : ١٥/ ١٣. ومن ذلك ما قاله حسّان بن ثابت رضى اللَّه عنه معتذرا عن خوضه مع الذين خاضوا في حديث الإفك، فقال مخاطبا لأم المؤمنين، المبرأة، أم عبد اللَّه عائشة رضى اللَّه عنها: حصان رزان ما تزنّ بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل عقيلة حي من لؤيّ بن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل (ديوان حسان بن ثابت) : ٢٢٨. [ (١) ] (فتح الباري) : ٦/ ٣٧١، كتاب بدء الخلق، باب (٦) ذكر الملائكة، حديث رقم (٣٢٠٧) ، وهو حديث طويل أمسكنا عن ذكره لطوله واشتهاره. وفي (المرجع السابق) : ٧/ ٢٥٥، كتاب مناقب الأنصار، باب (٤٢) المعراج، حديث رقم (٣٨٨٧) ، وفيه: «بينما أنا في الحطيم- وربما قال: في الحجر- مضطجعا إذ أتانى آت ... فذكره، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب (٧٤) الإسراء برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى السموات وفرض الصلوات، حديث رقم (٢٦٤) ، وأخرجه الترمذي في (السنن) : ٥/ ٢٨١، كتاب تفسير القرآن، باب (١٨) ومن سورة بنى إسرائيل،