خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وقال فيه: فلما غابت الشمس إذا أنا بإناء معلق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعد. أخبرنا عبد اللَّه بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوق، عن سفيان بن عيينة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتقدم عليه، فقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة. وأخرج البغوي، وابن السكن، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن- وكانت حاضنة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لبعض أهله: إياك والخمر ... الحديث. قال ابن السكن: هذا مرسل. وأخرج البخاري في تاريخه، ومسلم، وابن السكن، من طريق الزهري، قال: كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد اللَّه بن عبد المطلب والد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد ما توفى أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة- لفظ ابن السكن. وأخرج أحمد، والبخاري أيضا، وابن سعد، من طريق سليمان التيمي عن أنس- أن الرجل كان يجعل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الّذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته فأعطانيه، فجاءت أم أيمن فجعلت تلوح بالثوب وتقول: كلا واللَّه لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لك كذا وكذا. وتقول: كلا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله. وأخرج ابن السكن، من طريق عبد الملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن، قالت: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا. (الإصابة) : ٧/ ٥٣١- ٥٣٢، ترجمة رقم: (١٠٩١٦) ، ٨/ ١٦٩- ١٧١، ترجمة رقم: ١١٨٩٨، (الاستيعاب) : ٤/ ١٩٢٥.