للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البحرين فقال: انثروه في المسجد، وكان أكثر مال أتى به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى الصلاة فلم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول اللَّه، أعطنى، فإن فأديت نفسي، وفأديت عقيلا، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: خذ، فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله، فلم يستطيع، فقال: يا رسول اللَّه [اؤمر] بعضهم يرفعه إليّ، قال: لا، قال: فارفعه أنت على، قال: لا، فنثلا منه ثم ذهب يقله [ (١) ] ، فقال: يا رسول اللَّه [اؤمر] بعضهم يرفعه على، قال: لا، قال: فارفعه أنت عليّ، قال: لا، فنثر منه، ثم احتمله فألقاه على كاهله، ثم انطلق،

فما زال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبا من حرصه، فما قام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وثم منها درهم [ (٢) ] .

وخرج عبد اللَّه بن على بن الجارود. من حديث محمد بن يحيى، قال: أنبأنا أبو المغيرة، قال: أنبأنا صفوان، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا جاءه سبى فقسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا


[ (١) ] في (الأصل) : «فلم يقله» ، «فلم يستطع» ، وما أثبتناه من البخاري.
[ (٢) ] (فتح الباري) : ١/ ٦٧٨- ٦٧٩، كتاب الصلاة، باب (٤٢) القسمة وتعليق القنو في المسجد، حديث رقم (٤٢١) .
قال أبو عبد اللَّه: القنو: العذق، الاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان، مثل صنو وصنوان، وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير، باب (١٧٢) فداء المشركين، حديث رقم (٣٠٤٩) مختصرا، وأخرجه في كتاب الجزية والموادعة، باب (٤) ، أقطع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من البحرين، وما وعد من مال البحرين والجزية، ولم يقسم الفيء والجزية؟ حديث رقم (٣١٦٥) .