للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يستوي من يعمر المساجدا ... يدأب فيها [ (١) ] قائما وقاعدا

ومن بريء عن العباد مكائدا [ (٢) ]

فأخذهما عمار وجعل يرتجزهما.

قال ابن إسحاق: وأقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنه، ثم انتقل إلى مساكنه من بيت أبى أيوب [ (٣) ] .

قال فأقام بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول إلى صفر من السنة الداخلة، حتى بنى له فيها مسجده ومساكنه.

وقال موسى بن عقبة: عن ابن شهاب: وكان المسجد مربدا للتمر لغلامين يتيمين من بنى النجار، في حجر أسعد بن زرارة لسهل وسهيل ابني عمرو. وزعموا أنه كان رجال من المسلمين يصلون في ذلك المربد، قبل قدوم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ويقال: بل اشتراه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منهما، فابتناه مسجدا، فطفق هو وأصحابه ينقلون اللبن ويقولون- وهو ينقل اللبن مع أصحابه-:

هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبرّ ربّنا وأطهر

ويقول:

اللَّهمّ لا خير إلا خير الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجرة

وقال البلاذري: وكان مربدا ليتيمين في حجر أسعد بن زرارة [ (٤) ] وفيه جدار كان أسعد بناه تجاه بيت المقدس، وكان يصلى إليه بمن أسلم قبل قدوم مصعب بن عمير، ثم صلى بهم إليه مصعب.


[ (١) ] كذا في (الأصل) ، وفي (ابن هشام) : «فيه» .
[ (٢) ] هذه الشطرة من (الأصل) فقط.
[ (٣) ] (سيرة ابن هشام) : ٣/ ٢٦- ٢٧.
[ (٤) ] هو أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك من النجار، أبو أمامة الأنصاري الخزرجي. قديم الإسلام، شهد العقبتين، وكان نقيبا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه. ويقال: انه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال الواقدي- عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن حبيب، عن عبد الرحمن، قال:
خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عقبة بن ربيعة، فسمعا