[ (٢) ] (فتح الباري) : ٤/ ٣٥٨، كتاب الاعتكاف، باب (١٧) الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان، حديث رقم (٢٠٤٤) . قوله: (باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان) كأنه أشار بذلك إلى أن الاعتكاف لا يختص بالعشر الأخير وإن كان الاعتكاف فيه أفضل. قوله: (يعتكف في كل رمضان عشرة أيام) في رواية يحيى بن آدم عن أبى بكر بن عياش عند النسائي «يعتكف العشر الأواخر من رمضان» قال ابن بطال: مواظبته صلى اللَّه عليه وسلّم الاعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة، وقد روى ابن المنذر عن ابن شهاب أنه كان يقول: عجبا للمسلمين، تركوا الاعتكاف، والنبي صلى اللَّه عليه وسلّم لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قبضة اللَّه. وقد تقدم قول مالك إنه لم يعلم أن أحدا من السلف اعتكف إلا أبا بكر بن عبد الرحمن، وإن تركهم لذلك لما فيه من الشدة. قوله: (فلما كان العام الّذي قبض فيه اعتكف عشرين) قيل: السبب في ذلك أنه صلى اللَّه عليه وسلّم علم بانقضاء أجله فأراد أن يستكثر من اعمال الخير ليبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر ليلقوا اللَّه على خير أحوالهم، وقيل: السبب فيه أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل رمضان مرة، فلما كان العام الّذي قبض فيه عارضه به مرتين فلذلك اعتكف قدر ما يعتكف مرتين. ويؤيده أن عند ابن ماجة عن هناد عن أبى بكر بن عياش في آخر حديث الباب متصلا به «وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الّذي قبض فيه عرضه عليه مرتين «وقال ابن العربيّ: يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأخير بسبب ما وقع من أزواجه واعتكف بدله عشرا من شوال اعتكف في العام الّذي يليه عشرين