للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صفية زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرنه أنها جاءت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تزوره في اعتكافه


[ () ] منزل صفية كان السير بينه وبين المسجد فاضل زائد، وقد حد بعضهم السير بنصف يوم وليس في الخبر ما يدل عليه.
[ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٤/ ٤٠٦- ٤٠٧، كتاب السلام، باب (٩) أنه يستحب لمن رئي خاليا بامرأة، وكانت زوجة أو محرما له، أن يقول: هذه فلانة، ليدفع ظن السوء به، حديث رقم (٢٤) . في هذا الحديث فوائد، منها: بيان كمال شفقته صلى اللَّه عليه وسلّم على أمته، ومراعاة مصالحهم، وصيانة قلوبهم، وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيما، فخاف صلى اللَّه عليه وسلّم أن يلقى الشيطان في قلوبهما فيهلكا فان ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع والكبائر غير جائزة عليهم، وفيه أن من ظن شيئا من نحو هذا بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كفر وفيه جواز زيارة المرأة لزوجها المعتكف في ليل أو نهار وأنه لا يضر اعتكافه لكن يكره الإكثار من مجالستها والاستلذاذ بحديثها لئلا يكون ذريعة إلى الوقاع أو إلى القبلة أو نحوها مما يفسد الاعتكاف وفيه استجاب التحرز من التعريض لسوء ظن الناس في الناس وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء وفيه الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجرى من الإنسان مجرى الدم فيتأهب الإنسان إلى الاحتراز من وساوسه وشره واللَّه أعلم.
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم (إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم)
قال القاضي وغيره: قيل هو على ظاهره وأن اللَّه تعالى جعل له وقدرة على الجرى في باطن الإنسان مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه وقيل: يلقى وسوسته في مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب. واللَّه أعلم.
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم يا فلان هذه زوجتي
فلانة هكذا هو جميع النسخ بالتاء قبل الياء وهي لغة صحيحة وإن كان الأشهر حذفها وبالحذف جاءت آيات القرآن والإثبات كثير أيضا. قولها معى يقلبنى هو بفتح الياء أي ليردنى إلى منزلي فيه جواز تمشى المعتكف معها ما لم يخرج من المسجد وليس في الحديث أنه خرج من المسجد.
قوله صلى اللَّه عليه وسلّم على رسلكما
هو بكسر الراء وفتحها لغتان والكسر أفصح وأشهر أي على هيئتكما في المشي فما هنا شيء تكرهانه قوله: فقال سبحان اللَّه فيه جواز التسبيح للشيء وتعجبا منه كثر في الأحاديث وجاء به القرآن في قوله تعالى لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ.