فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، والثاني- وهو الصحيح أو الصواب- وبه جزم المحققون أنها ليست منسوخة، بل قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ مفسرة ومبينة للمراد بها، قالوا: وحق تقاته هو امتثال أمره واجتناب نهيه ولم بأمر- سبحانه وتعالى- إلا بالمستطاع قال اللَّه- تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها. وقال- تعالى: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، واللَّه أعلم. وأما قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: (وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) ، فهو على إطلاقه فإن وجد عذر يبيحه كأكل الميتة عند الضرورة أو شرب الخمر عند الإكراه، أو التلفظ بكلمة الكفر إذا أكره ونحو ذلك، فهذا ليس منهيا عنه في هذه الحال واللَّه أعلم، وأجمعت الأمة على أن الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة بأصل الشرع وقد تجب زيارة بالنذر، وكذا إذا أراد دخول الحرم لحاجة لا تكرر كزيارة وتجارة- على مذهب من أوجب الإحرام لذلك- بحج أو عمرة. [ (١) ] (سنن النسائي) : ٥/ ١١٦- ١١٧، كتاب مناسك الحج، باب (١) وجوب الحج، حديث رقم (٢٦١٨) . قال الحافظ السندي: قوله: (في كل عام) أي هو مفروض على كل إنسان مكلف في كل سنة، أو هو مفروض عليه مرة واحدة (لو قلت نعم لوجبت إلخ) ، أي لوجب الحج كل عام وهذا بظاهره يقتضي أن أمر افتراض الحج كل عام كان مفوضا إليه، حتى لو قال: نعم، لحصل وليس بمستبعد، إذ يجوز أن يأمر اللَّه- تعالى- بالإطلاق، ويفوض أمر التقييد إلى-