للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجارية بن عامر وبنوه، يزيد، وزيد، ومجمع، وهم ممن اتخذ مسجد الضرار، وكان مجمع بن جارية لم يكن منافقا، ويقال: إنه منافق، ثم صحّ إسلامه، وعنى بالقرآن حتى حفظه، وقال النقاش: حسن إسلامهم مجمع وبعثه عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إلى الكوفة، فعلمهم القرآن فتعلم منهم عبد اللَّه بن مسعود- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بقية القرآن [ (١) ] .

ومربع بن فيظي [ (٢) ] ، القائل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حين أجاز في حائطه وقد خرج إلى أحد: لا أحلّ لك يا محمد، إن كنت نبيا أن تمر في حائطي! وأخذ في يده حفنة من تراب، ثم قال: واللَّه لو أعلم أني لا أصيب بهذا التراب غيرك [ (٣) ] لرميتك به، فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: دعوه فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصر. [ (٤) ]

وأخوه أوس بن قيظي [ (٥) ] ، وهو القائل يوم الخندق:

إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ [ (٦) ] فأذن لنا في المقام، ويقال: قائل ذلك معتب بن قشير،، ومربع هذا عم عرانة بن أوس بن قيظي الجواد، وهو ممن بنى مسجد الضرار من داره، ويقال: إن الّذي أخرجه من داره وديعة بن حزام، ورافع وبشر ابنا زيد


[ (١) ] (الإصابة) : ٥/ ٧٧٦- ٧٧٧، ترجمة رقم (٧٧٣٩) ، وله في (السنن) ثلاثة أحاديث، صحح الترمذي بعضها. وكان أبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار، وكان مجمع يصلي بهم فيه، ثم إنه أحرق، فلما كان عمر بن الخطاب كلم في مجمع أن يؤم قومه، فقال: لا، أو ليس إمام المنافقين في مسجد الضرار، فقال: لا واللَّه الّذي لا إليه إلا هو ما علمت شيئا من أمرهم، فزعموا أن عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أذن له أن يصلّى بهم.
[ (٢) ] (الإصابة) : ٦/ ٦٦- ٦٧، ترجمة ابنه مرارة وإخوانه أبناء مربع بن قيظيّ الأنصاريّ، وقال في آخرها:
وكان أبوهم يعد في المنافقين، وفي ترجمته رقم (٧٨٧٤) : عدّ في المنافقين، ويقال: تاب.
[ (٣) ] في (الأصل) : «عينك» ، وما أنبتناه من (ابن هشام) .
[ (٤) ] فضربه سعد بن زيد أخو بنى عبد الأشهل بالقوس فشجه. (المرجع السابق) : ٣/ ٥٧، ٤/ ١١، ما فعله مربع المنافق حين سلك المسلمون حائطة، (سيرة ابن هشام) : ٣/ ٥٧.
[ (٥) ] (المرجع السابق) : ٣/ ٥٧، قال ابن هشام: عورة أي معورة للعدوّ وضائعة، وجمعها عورات. والعورة أيضا: عورة الرجل، وهي حرمته، والعورة أيضا السوأة.
[ (٦) ] الأحزاب: ١٣.