للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن حديث شعبة عن حارثة بن مضرب عن علي رضي اللَّه عنه قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح [ (١) ]

وخرّج الإمام أحمد من حديث مالك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر عن أبي يوسف مولى عائشة عن عائشة أن [رجلا سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم] فقال: يا رسول اللَّه، تدركني الصلاة وأنا جنب، وأنا أريد الصيام فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم، فقال الرجل: إنا لسنا مثلك، قد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول اللَّه وقال:

واللَّه إني لأرجو أن أكون أخشاكم للَّه عز وجل وأعلمكم بما أتقى [ (٢) ]

وخرّج ابن عساكر من حديث آدم، أخبرنا أبو شيبة عن عطاء الخراساني عن أبي عمران الجوني عن عائشة قالت: كان أحب الأعمال إلى رسول اللَّه أربعة، فعملان يجهدان ماله وعملان يجهدان جسده، فأما اللذان يجهدان ماله فالجهاد والصدقة، وأما اللذان يجهدان جسده فالصوم والصلاة [ (٣) ] .

وخرّج من حديث عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريح قال: قال عبد اللَّه بن أبي مليكة: سمعت أهل عائشة يذكرون عنها أنها كانت تقول: كان رسول اللَّه شديد الإنصاب لجسده في العبادة، غير أنه حين دخل في السن وثقل من اللحم كان أكثر ما يصلي وهو قاعد [ (٣) ] .


[ () ] غير حارثة بن مضرب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، والأزرق بن علي، ذكره المؤلف في الثقات وقال: يغرب، وروى عنه أبو يعلي، وابن عاصم، وعبد اللَّه بن أحمد، وأبو زرعة، وغيرهم، وأخرج له الحاكم في (المستدرك) ، وقد اعتمد الشيخان رواية يوسف بن أبي إسحاق، وهو يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن جده.
[ (١) ] (المرجع السابق) : ج ٦ ص ٣٢ حديث رقم (٢٢٥٧) ، وإسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة روى له أصحاب السنن.
[ (٢) ] (مسند أحمد) : ج ٧ ص ١٠٠، حديث رقم (٢٣٨٦٤) ، ص ٣٤٩، حديث رقم (٢٥٥٥٢) باختلاف يسير، من حديث عائشة أيضا.
[ (٣) ] لم أظفر بهما فيما بين يديّ من مراجع.