قال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه اللَّه: وقد روى الإمام أحمد في مسندة عن أبي بكرة: «أنه شهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم- ورأسه في حجر عائشة- فقام فخرّ ساجدا» . وفي المسند أيضا عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة فخرّ ساجدا، فأطال السجود ثم رفع رأسه وقال: إن جبريل أتاني فبشرني فقال: إن اللَّه عزّ وجلّ يقول لك: من صلّى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت للَّه شكرا» واعلم أنه قد اختلف هل يشترط لها الطهارة أم لا؟ فقيل: يشترط قياسا على الصلاة، وقيل: لا يشترط، وهو الأقرب. وليس في أحاديث سجود الشكر ما يدل على التكبير. وفي (زاد المعاد) : وفي سجود كعب حين سمع صوت المبشر، دليل ظاهر على أن تلك كانت عادة الصحابة، وهو سجود الشكر عند النعم المتجددة، والنقم المندفعة. وقد سجد أبو بكر الصديق لما جاءه قتل مسيلمة الكذاب، وسجد عليّ لما وجد ذا الثدية مقتولا في الخوارج، وسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين بشّره جبريل أنه من صلّى عليه مرة، صلّى اللَّه عليه بها عشرا، وسجد حين شفع لأمته فشفّعه فيهم ثلاث مرات، وأتاه بشير فبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة رضي اللَّه عنها، فقام فخرّ ساجدا. وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء بن عازب رضي اللَّه عنهما بإسناد صحيح، ومن حديث كعب بن مالك رضي اللَّه عنه، وغير ذلك. [ (٢) ] (طبقات ابن سعد) : ١/ ٣٦٩. [ (٣) ] زيادة في (خ) . [ (٤) ] في (ابن سعد) : «وكل وضوءة»