والحديث أخرجه البيهقي في (الدلائل) ٢/ ٣٠- ٣١، باب ما جاء في حفظ اللَّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللَّه عليه وسلّم في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعايبها، لما يريد به من كرامته برسالته حتى بعثه رسولا، وزاد بقية الخير في الهامش وعزاها إلى ابن هشام في (السيرة) ١/ ١٩٧: «قال: فأخذته وشددته عليّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري عليّ من بين أصحابي» . [ (١) ] حديث روح بن عبادة أخرجه البخاري ومسلم، وقد أورده الحافظ أبو نعيم في (الدلائل) : ١/ ١٨٨- ١٨٩، الفصل الثالث عشر، باب: ومما عظّم به صلّى اللَّه عليه وسلّم وحرس منه أن لا يتعرى كفعل قومه وأهله، وإذا حفظ من التعري فما فوقه أولى أن يعصم منه، وينهى عنه، حديث رقم (١٣٢) : قوله: «إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان ينقل معهم» أي مع قريش لما بنوا الكعبة، وكان ذلك قبل البعثة، فرواية جابر لذلك من مراسيل الصحابة، فإما أن يكون سمع ذلك من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد ذلك أو من بعض من حضر ذلك من الصحابة. والّذي يظهر أنه العباس، وقد حدّث به عن العباس أيضا ابنه عبد اللَّه، وسياقه أتم. (فتح الباري) : ١/ ٦٢٥، كتاب الصلاة، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها، حديث رقم (٣٦٤) . قوله: «عن جابر رضي اللَّه عنه» هذا الحديث مرسل صحابي، وقد قدمنا أن العلماء من الطوائف متفقون على الاحتجاج بمرسل الصحابي، إلا ما انفرد به الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني منه أنه لا يحتج به. وسميت الكعبة كعبة لعلوها وارتفاعها، وقيل لاستدارتها وعلوها. قوله: «اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة» معناه ليقيك من الحجارة، أو من أجل الحجارة. والعاتق ما بين المنكب والعنق، وجمعه عواتق وعتق، وهو مذكر وقد يؤنث. قوله: «فخرّ إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء» ، معنى خرّ سقط، وطمحت بفتح الطاء والميم، أي ارتفعت. وفي هذا الحديث بيان بعض ما أكرم اللَّه سبحانه وتعالى به رسوله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان مصونا في صغره عن القبائح وأخلاق الجاهلية. وجاء في رواية غير الصحيحين أن الملك نزل فشدّ عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم إزاره. واللَّه أعلم. (مسلم بشرح النووي) : ٤/ ٢٧٣- ٢٧٤، كتاب الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة، حديث رقم (٧٦- (٣٤٠)) .