للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبا طالب غضب عليه أسوأ غضب، فيقول: إنا نخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعل يقول: ما ترى يا محمد أن تحضر لقومك عيدا ولا تكثر لهم جمعا، قالت: فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء اللَّه ثم رجع إلينا مرعوبا، فقلن عماته: ما دهاك؟ [قال إني أخشى أن يكون بي لمم، فقلن ما كان اللَّه ليبتليك وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الّذي رأيت؟] [ (١) ] قال إني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي: وراءك يا محمد! لا تمسّه، قالت أم أيمن:

فما عاد إلى عيد لهم صلّى اللَّه عليه وسلّم [حتى تنبّأ] [ (١) ] .

وخرج من حديث المنذر بن عبد اللَّه بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: مرّ عليّ جبريل وميكائيل عليهما السلام وأنا بين النائم واليقظان بين الركن وزمزم، فقال أحدهما للآخر: هو هو؟ قال نعم ونعم المرء هو لولا أنه يمسح الأوثان. قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فما مسحتهن حتى أكرمني اللَّه بالنّبوّة خمس حجج.

وخرج من حديث دواد بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: بينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بأجياد رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد! أنا جبريل، فذعر من ذلك وجعل يراه كلما رفع رأسه إلى السماء ورجع سريعا إلى خديجة رضي اللَّه عنها فأخبرها خبره فقال: يا خديجة، ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا آلهتكن.

وخرج من حديث عمرو بن محمد حدثنا طلحة بن عمر عن عطاء عن ابن عباس أن محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقوم مع بني عمه عند الصنم الّذي عند زمزم واسمه إساف، فرفع رأسه إلى ظهر الكعبة ساعة ثم انصرف، فقال له بنو عمه: ما لك يا محمد؟ قال: نهيت أن أقوم عند هذا الصنم [ (٢) ] .

وخرج الحافظ أبو أحمد بن عدي من حديث عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن سفيان الثوري عن عبد اللَّه بن عقيل عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال:


[ (١) ] ما بين القوسين سقط من (خ) وما أثبتناه من كتب السيرة، والحديث أخرجه أبو نعيم في (الدلائل) :
١٨٦- ١٨٧، حديث رقم (١٢٩) ، وابن سعد في (الطبقات) : ١/ ١٥٨.
[ (٢) ] سبق الإشارة إليه.