وروى هشام بن عروة فيما نقله عن ابن أبي الزناد، أنه بلغه أن زيد بن عمرو كان بالشام، فلما بلغه خبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أقبل يريده، فقتله أهل ميفة بالشام. وروى الواقدي أنه مات فدفن بأصل حراء، وقال ابن إسحاق: قتل ببلاد لحم. والظاهر أن زيدا رحمه اللَّه توفى قبل المبعث، فقد نقل ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل رثاه بأبيات منها: رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنّبت تنّورا من النّار حاميا بدينك ربا ليس ربّ كمثله ... وتركك أوثان الطواغي كما هيا (تهذيب سير أعلام النبلاء) : ١/ ١٧، ترجمة رقم (٧) . وقال الحافظ ابن حجر: إنّ زيد بن عمرو، وورقة بن نوفل، خرجا يلتمسان الدين، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال: من بنيّه إبراهيم، قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين، قال: ارجع، فإنه يوشك أن يظهر الّذي تطلب في أرضك، فأمّا ورقة فتنصّر، وأما أنا فعرضت عليّ النصرانية، فلم يوافقني، فرجع وهو يقول: لبيك حقّا حقّا ... تعبّدا ورقّا البرّ أبغي لا الخال ... وهل يرى مهجرا كمن قال آمنت بما أمر به إبراهيم ثم يقول: أنفي لربّ البيت عان راغم ... مهما تجشّمني فإنّي جاشم