عذت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل القبلة وهو قائم ثم يخر فيسجد [ذو خال: أي كبر، المهجّر: المسافر في الهاجرة، قال: من القيلولة] قال: وجاء ابنه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له، قال: «نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمّة وحده» . (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية) ٤/ ٩٤- ٩٥ باب (زيد بن عمرو بن نفيل العدوي والد سعيد، أحد العشرة، وورقة) ، حديث رقم (٤٠٥٥) ، انظر أيضا: (البداية والنهاية) : ٢/ ٢٩٦- ٣٠٢. قال البخاري في صحيحه: حدثنا معلي بن أسد، حدثنا عبد العزيز- يعني ابن المختار- أخبرنا موسى ابن عقبة قال: أخبرني سالم أنه سمع عبد اللَّه يحدث عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذاك قبل أن ينزل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الوحي، «فقدم إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سفرة لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذكر اسم اللَّه عليه» ، وفي الرواية التي في آخر المناقب: «فقدم إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سفره» وللكشميهنى: «فقدم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سفرة» وجمع ابن المنير بين هذا الاختلاف بأن القوم الذين كانوا هناك قدموا السفرة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدمها لزيد، فقال زيد مخاطبا لأولئك القوم ما قال. (فتح الباري) : ٩/ ٧٨٥- ٧٨٦ كتاب الذبائح والصيد، باب ما ذبح على النصب والأصنام، حديث رقم (٥٤٩٩) ، ونحوه ٧/ ١٧٩- ١٨٠ كتاب مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، حديث رقم (٣٨٢٦) ، وزاد فيه بعد قوله: «ولا آكل إلا ما ذكر اسم اللَّه عليه» ، «وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها اللَّه، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم اللَّه، إنكارا لذلك وإعظاما له» . [ (١) ] (المطالب العالية) : ٤/ ٩٥، وفيه: وأتي زيد بن عمرو على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعه زيد بن حارثة، وهما يأكلان من سفرة لهما، فدعواه لطعامهما، فقال زيد بن عمرو للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «انا لا نأكل مما ذبح على النّصب» قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. [ (٢) ] التحمّس: التشدّد، وكانوا قد ذهبوا في ذلك مذهب التزهّد والتألّه، فكانت نساؤهم لا ينسجن الشّعر ولا الوبر، وكانوا لا يسلئون السمن، وسلأ السمن: أن يطبخ الزبد حتى يصير سمنا، ومن القبائل التي آمنت مع قريش بالحمس: كنانة، وخزاعة. (الروض الأنف) : ١/ ٢٩٩- ٢٣٠. قال ابن إسحاق: وقد كانت قريش- لا أدري أقبل الفيل أم بعده- ابتدعت رأي الحمس رأيا رأوه فقالوا: نحن بنو إبراهيم، وأهل الحرمة، وولاة البيت، وقطّان مكة وساكنها، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، ولا مثل منزلتنا، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا، فلا تعظّموا شيئا من الحلّ كما تعظمون الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفّت العرب بحرمتكم، وقالوا: قد عظموا من الحل مثل