توفي بحضرة [دانية] عشية يوم الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وعمره ستون سنة أو نحوها. رأيت على ظهر مجلد من المحكم بحفظ بعض فضلاء الأندلس أن ابن سيدة المذكور كان يوم الجمعة قبل يوم الأحد المذكور صحيحا سويا إلى وقت صلاة المغرب، فدخل المتوضّأ فأخرج منه وقد سقط لسانه، وانقطع كلامه، فبقي على تلك الحال إلى العصر من يوم الأحد ثم توفي، رحمه اللَّه. وقيل: سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، والأول أصح واشتهر. و [سيدة] : بكسر السين المهملة، وسكون الياء المثناة من تحتها، وفتح الدال المهملة، وبعدها ياء ساكنة. و [المرسيّ] : بضم الميم وسكون الراء، هذه النسبة إلى مرسية، وهي مدينة في شرق الأندلس، و [الطّلمنكيّ] : بفتح الطاء المهملة واللام والميم وسكون النون وبعدها كاف، هذه النسبة إلى طلمنكة، وهي مدينة في غرب الأندلس، إلى الغرب من وادي الحجارة، وقال الحميري: بينها وبين وادي الحجارة عشرون ميلا. (وفيات الأعيان) : ٣/ ٣٣٠- ٣٣١، ترجمة رقم (٤٤٩) ، (مرآة الجنان) : ١/ ٨٣، (سير أعلام النبلاء) : ١٨/ ١٤٤- ١٤٦، ترجمة رقم (٧٨) ، (معجم مصنفي الكتب العربية) : ٣٣٦، (كشف الظنون) : ١/ ٦٩١، ٢/ ١٦١٦- ١٦١٧، (لسان الميزان) : ٤/ ٢٠٥- ٢٠٦، (البداية والنهاية) : ١٢/ ١١٦- ١١٧. [ (٢) ] إمام النحو، حجة العرب، أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر، الفارسيّ، ثم البصريّ، وقد طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وألّف فيها كتابه الكبير الّذي لا يدرك شأوه فيه. استملى على حمّاد بن سلمة، وأخذ النحو عن عيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، والخليل، وأبي الخطاب الأخفش الكبير.