رائحة، [رائحة التفاح] . وقيل: كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته، وانطلاق في قلمه. قال إبراهيم الحربيّ: سمي سيبويه، لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، بديع الحسن. قال أبو زيد الأنصاري: كان سيبويه يأتي مجلس، وله ذؤابتان، فإذا قال: حدثني من أثق به فإنما يعنيني. وقال العيشي: كنا نجلس مع سيبويه في المسجد، وكان شابا جميلا نظيفا، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بسهم في كل أدب، مع حداثة سنة. عاش سيبويه اثنتين وثلاثين سنة، ومات بشيراز سنة ثمانين ومائة. (تاريخ بغداد) : ١٢/ ١٩٥- ١٩٩، ترجمة رقم (٦٦٥٨) ، (وفيات الأعيان) : ٣/ ٤٦٣- ٤٦٥، ترجمة رقم (٥٠٤) ، (مرآة الجنان) : ١/ ٤٤٥، (البداية والنهاية) : ١٠/ ١٨٩- ١٩٠، (مفتاح السعادة ومصباح السيادة) : ١/ ١٢٨- ١٣٠، (شذرات الذهب) : ١/ ٢٥٢. [ (١) ] هو الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، أبو عبيد، القاسم بن سلّام بن عبد اللَّه، ولد سنة سبع وخمسين ومائة، وسمع إسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد اللَّه، وهشيما، وخلقا كثيرا، إلى أن ينزل إلى رفيقه هشام بن عمار، ونحوه، وقرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي، وطائفة. وأخذ اللغة عن أبي عبيدة، وأبي زيد، وجماعة. وصنّف التصانيف المؤنقة، التي سارت بها الركبان، وهو من أئمة الاجتهاد، له كتاب [الأموال] في مجلد كبير، وكتاب [الغريب] ، وكتاب [فضائل القرآن] ، وكتاب [الطهور] ، وكتاب [الناسخ والمنسوخ] ، وكتاب [المواعظ] ، وكتاب [الغريب المصنف في علم اللسان] ، وغير ذلك، وله بضعة وعشرون كتابا. حدّث عنه نصر بن داود، وعباس الدوري، وآخرون. كما قال عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه النحويّ: وكان ذا فضل ودين وستر، ومذهب حسن، ثقة ديّنا، ورعا، كبير الشأن. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلا في دينه وفي علمه، ربانيا، مفنّنا في أصناف علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية والأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدا طعن في شيء من أمر دينه. عن ابن معين قال: أبو عبيد ثقة، وقال أبو داود: أبو عبيد ثقة مأمون، وقال الدارقطنيّ: إمام جبل. قال البخاري وغيره: مات سنة أربع وعشرين ومائتين بمكة، قال الخطيب: وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة. (طبقات ابن سعد) : ٧/ ٣٥٥، (التاريخ الكبير) : ٧/ ١٧٢، ترجمة رقم (٧٧٨) ، (التاريخ الصغير) : ٢/ ٣٥٠، (المعارف) : ٥٤٩، (الجرح والتعديل) : ٧/ ١١١، ترجمة رقم