للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب هذا التحريم الذي يتبادر بمجرد المعرفة باللغة، هو تهديد أموال اليتامى وإتلافها وتضيعها عليهم.

وعلى هذا يتناول التحريم كل ما من شأنه تفويت هذا المال: من إحراقٍ، وتبديدٍ بأي نوع من أنواعه، وتقصير في المحافظة عليه من قبل ولي اليتيم؛ لأن ذلك يعتبر أكلًا ظالمًا لأموال اليتامى. فثبوت التحريم واقع من طريق دلالة النص، لأنها كلها تستوي مع ما ورد في الآية بأنها اعتداء على مال القاصر العاجز عن دفع الاعتداء.

٤ - ومثل ذلك قوله تعالى في آية المحرمات من سورة النساء: (﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٢٣)[النساء: ٢٣].

فإن عبارة النص واضحة في الدلالة على تحريم الزواج بالأخت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت.

ولقد يبدو لكل عالم بالوضع: أن سبب التحريم في هؤلاء النساء هو القرابة المقتضية لنوع خاص من الإعزاز والتكريم. وهذا السبب الموجب للحكم يبدو متوافرًا على شكل أوفى وأزيَد، في الجدّات، وبنات الأولاد، فإن العمات والخالات أولاد الجدات، وبنات الأولاد أقرب من بنات الإخوة والأخوات.

فيكون النص الدال بعبارته على تحريم الزواج بالعمات والخالات، دالًّا بالأولى على تحريم الجدات، فيحرم الزواج بهن، حرمتَه بالعمات والخالات. كذلك يتناول التحريم بطريق دلالة النص: بنات الأولاد، ويحرم الزواج بهن حرمته بينات الأخوة وبنات الأخوات.

وهكذا تناول النص بروحه ومعناه، محرماتٍ تبدو أوْلى من المحرمات المذكورات التي تناولتها العبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>