للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدلالة الركوع في ذلك: من دلالة الخاص فهي قطعية في موجبه الموضوع له لغة، فلا تحتمل البيان وراءها، فإذا أريد تقييد ذاك الميلان فيجب أن يكون بدليل في قوة الخاص، وإلا كان ذلك تركًا للعمل بما وضع له هذا الخاص لغة، كما لو اعتبرنا الطمأنينة فرضًا، أخذًا من حديث الأعرابي المسيء صلاته الذي هو حديث آحاد (١).

فقد جاء في الحديث الصحيح: "أن النبي دخل المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي فقال: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ". فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم على النبي فقال: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلّ" - ثلاثًا - فقال: والذي بعثك بالحق لا أُحسن غيره فعلمني، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، وافعل ذلك في صلاتك كلها" (٢).

فقوله : "ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ" حديث آحاد رتبته - من صحته - ظنية، لا يقوى - كما يرون - على الزيادة على الخاص القطعي وهو قوله تعالى: ﴿ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ باعتبار أن الخاص لا يحتمل التصرف فيه بطريق البيان، لكونه بينًا لما وضع له من ذلك (٣).


(١) راجع: "أصول البزدوي" و "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (١/ ٧٩)، "الهداية" للمرغيناني مع "فتح القدير" لابن الهمام (١/ ٢١١).
(٢) أخرجه عن أبي هريرة أحمد (٩٦٣٣) وأصحاب الكتب الستة: البخاري (٧٥٧) ومسلم (٣٩٧) وأبو داود (٨٥٦) والترمذي (٣٠٣) وابن ماجه (١٠٦٠) والنسائي (٨٨٤)، واللفظ للبخاري. وفي الباب عن رفاعة بن رافع عند الترمذي وأبي داود والنسائي. وانظر: "شرح معاني الآثار" للطحاوي (١/ ١٣٦ - ١٣٧)، "الإحكام لابن دقيق العيد" (١/ ٢٧٤) فما بعدها، "فتح الباري" (٢/ ٢٣١، ٢٣٢) "الهداية" مع "فتح القدير" (١/ ٢١١)، "منتقى الأخبار" مع "نيل الأوطار" (٢/ ٢٧٢) فما بعدها. هذا وقد ذكر ابن أبي شيبة أن المسيء صلاته هو خلاد بن رافع .
(٣) "أصول البزدوي" مع "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (٦/ ٨١ - ٨٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>