للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان الحنفية هم الذين ساروا على هذا الاتجاه: فقد نسبت الطريقة إليهم وسميت باسمهم. وتتميز هذه الطريقة بكثرة الفروع والتطبيقات.

وهكذا يكون لدينا بعد تدوين الشافعي لقوانين الاستنباط طريقتان أصليتان هما: طريقة المتكلمين وطريقة الحنفية هما الأساس لما كان وراءهما من الطرائق.

هذا: وقد غنيت المكتبة الفقهية بالعديد من المصنفات على كل من الطريقتين حيث جرى فيها أصحابها على إبراز القواعد والتدليل عليها، وإيضاح معالم المذهب فيها (١).

على أن الأمر لم يقتصر في واقعه على ذلك، بل وجد من العلماء من جمع في تصنيفه بين الطريقتين كلتيهما (٢).


(١) ومن أقدم هذه المصنفات على طريقة المتكلمين "العمد" أو "العهد" للقاضي عبد الجبار وشرحه "المعتمد" لأبي الحسين البصري تلميذ القاضي، وقد اطلعنا على "المعتمد" في "فيلم" لنسخة مخطوطة بمعهد المخطوطات للجامعة العربية وفيه نصوص من العمد التي تذكر لشرحها. وقد يسر لنا ذلك وكثيرًا غيره - مشكورًا - الأخ الأستاذ رشاد عبد المطلب. وبعد صدور الطبعة الأولى لكتابنا صدر "المعتمد" بجزأين ضخمين عن المعهد العربي الفرنسي بدمشق سنة ١٩٦٤ بتحقيق محمد حميد الله وآخرين. ومنها أيضًا "البرهان" لإمام الحرمين الجويني، ويوجد منه نسخة خطبة مصورة في دار الكتب المصرية، وقد يسر لنا الانتفاع بها وبكثير من المخطوطات غيرها في أصول الفقه والقواعد والاختلاف وفقه الكتاب والسنّة أمين قسم المخطوطات في الدار الأخ الأستاذ فؤاد السيد الذي لم يألُ جهدًا في هذه السبيل شكر الله له ولإخوانه هناك. وقد توفي الأستاذ فؤاد قبل البدء بالطبعة الثانية هذه، والله المسؤول أن يجزل مثبوته ويجزيه عن العلم وأهله خير الجزاء.
ومن أقدم ما بين أيدينا على طريقة الحنفية "أصول الفقه" لأبي بكر الجصاص، و "تقويم الأدلة" لأبي زيد الدبوسي. وفي دار الكتب المصرية نسخة خطية لكل منهما، وينسب البعض لأبي الحسن الكرخي شيخ الجصاص كتابًا في أصول الفقه، والذين بين أيدينا من آثاره رسالة صغيرة بعنوان "الأصول التي عليها مدار فروع الحنفية" هي بعلم الخلاف ألصق منها يعلم أصول الفقه.
(٢) كما يلاحظ في كتاب "بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي" و "الإحكام" للمظفر الساعاتي من الحنفية. المتوفى سنة ٦٩٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>