للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحكى الزجاج (١) وغيره من المفسرين من أهل السنة أنه إنما (يوزن خواتيم) (٢) العمل، فإن كانت خاتمة عمله حسنًا جوزي بخير، ومن كانت خاتمة عمله شرًّا جوزي بشر.

الثالث: المراد بحبة الخردل: زيادة عَلَى أصل التوحيد، وقد جاء في الصحيح بيان ذَلِكَ. ففي رواية فيه: " (فأَخْرِجوا) (٣) من قالَ: لا إله إلا الله وعمل من الخير ما (يزن) (٤) كذا" ثمَّّ بعد هذا يخرج منها من لم يعمل خيرًا قط غير التوحيد (٥).

قَالَ القاضي: هذا هو الصحيح أن معنى الخير هنا أمر زائد عَلَى الإيمان؛ لأن مجرده لا يتجزأ، إنما يتجزأ الأمر الزائد عليه، وهي الأعمال الصالحة من ذِكْرِ خفي، أو شفقة عَلَى مسكين، أو خوف من الله، ونية صادقة (في) (٦) عمل وشبهه. بدليل الرواية السالفة. وذكر القاضي عن قوم أن المعنى في قوله: "من إيمان ومن خير" وما جاء معه أي: من اليقين (٧).


(١) هو الإمام النحوي إمام زمانه، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن السري الزجاج البغدادي، مصنف كتاب "معاني القرآن" ومن مصنفاته أيضًا: "الإنسان"، "الفرس"، "العروض"، وكان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٦/ ٨٩، "المنتظم" ٦/ ١٧٦، "وفيات الأعيان" ١/ ٤٩، "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ٣٦٠ (٢٠٩)، "الوافي بالوفيات" ٥/ ٣٤٧، "شذرات الذهب" ٢/ ٢٥٩.
(٢) ساقطة من (ج).
(٣) في (ج): أخرجوا.
(٤) في (ج): يوزن.
(٥) سيأتي برقم (٤٤، ٧٤١٠)، ورواه مسلم (١٩٣).
(٦) في (ج): من.
(٧) "إكمال المعلم" ١/ ٥٦٦ - ٥٦٧ بتصرف.