للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - [باب] قوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية [النساء: ٨٨]

قَالَ ابن عَبَّاسٍ: {أَرْكَسَهُمْ}: بَدَّدَهُمْ. فِئَةٌ: جَمَاعَةٌ.

٤٥٨٩ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: ٨٨]: رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أُحُدٍ، وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ فَرِيقٌ يَقُولُ: اقْتُلْهُمْ، وَفَرِيقٌ يَقُولُ: لَا. فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: ٨٨] وَقَالَ: «إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِى الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِى النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ». [انظر: ١٨٨٤ - مسلم: ١٣٨٤ - فتح: ٨/ ٢٥٦]

قَالَ ابن عَبَّاسٍ (١): {أَرْكَسَهُمْ}: بَدَّدَهُمْ. فِئَةٌ: جَمَاعَةٌ. وقال غيره: {أَرْكَسَهُمْ}: ردهم إلى حكم الكفر. وقال ابن مسعود: (ركَّسهم) (٢).

ثم ساق حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ السالف في غزوة أحد، وقال هنا: فرقة تقول: اقتلهم. وفرقة تقول: لا. وقال: "تنفي الخبث" وقال هناك: "الذنوب". وفسر زيد الآية: قوم رجعوا من أحد. وقال مجاهد: قوم أسلموا ثم استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرجوا إلى مكة فيأخذوا بضائع لهم، فصار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين؛ فرقة يقولون: هم منافقون (٣). وقوم يقولون: هم مؤمنون حتى يتبين أنهم منافقون. وفي الترمذي -وقال: حسن-: آخر قرية تخرب من قرى الإسلام المدينة (٤).


(١) جاء في هامش الأصل تعليق نصه: تجاه هذا في الهامش ما لفظه: رواه ابن المنذر من حديث عطاء عنه.
(٢) هي قراءته: (رَكَّسَهُمْ) وهي شاذة، انظر: "المحتسب" ١/ ١٩٤.
(٣) "تفسير الطبري" ٤/ ١٩٤.
(٤) الترمذي (٣٩١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>