للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨١ - باب صَلَاةِ اللَّيْلِ

وذكر فيه حديثها الثاني، وحديث زيد، وكان الحذف أجود؛ لأن صلاة الليل له باب يأتي، ولما ساقه البخاري في باب: أما بعد، من الجمعة من حديث عقيل عن الزهري، عن عروة عنها. قال: تابعه يونس (١). وساقه في الصوم بدون هذِه المتابعة (٢) وكلام المزي تبعًا لخلف يوهم ذكرها في الصوم وليس كذلك فتنبه له (٣)، ومتابعة يونس أخرجها مسلم والنسائي مطولًا (٤).

وقد اختلف العلماء في الإِمام يكون بينه وبين القوم طريق أو حائط فأجازته طائفة، روي ذلك عن أنس وأبي هريرة وابن سيرين وسالم. وكان عروة يصلي بصلاة الإمام وهو في دار بينها وبين المسجد طريق (٥).

وقال مالك: لا بأس أن يصلي وبينه وبينه طريق أو نهر صغير، وكذلك السفن المتقاربة يكون الإمام في إحداها أو نهر صغير تجزئهم


(١) يأتي رقم (٩٢٤).
(٢) يأتي برقم (٢٠١٢) باب: فضل من قام رمضان.
(٣) انظر: "تحفة الأشراف"، قال المزي ١٢/ ٦٦: وبه في الجمعة، وفي الصوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته .. الحديث، وقال عقيبه: تابعه يونس- يعني: في قوله: "أما بعد".
ووافقنا على ذلك الحافظ فقال في "النكت الظراف" ١٢/ ٦٦: ذكر المتابعة وقع في الجمعة خاصة، فلهذا خص المصنف بقوله: "أما بعد". وإلا فالواقع أن رواية يونس، عن الزهري لهذا الحديث موجودة بتمامها عند مسلم.
(٤) "صحيح مسلم" (٧٦١/ ١٧٨) باب: الترغيب في فضل رمضان وهو التراويح، والنسائي ٤/ ١٥٥.
(٥) رواها عنهم ابن أبي شيبة: ٢/ ٣٥ - ٣٦ (٦١٥٧ - ٦١٥٨، ٦١٦٠، ٦١٦٢ - ٦١٦٣).