وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"إِنَّ ثَلَاَثةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرَادَ اللهُ أَن يَبْتَلِيَهُم، فَبَعَثَ إليهم مَلَكًا فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ: تَقَطَّعَت بِي الحِبَالُ، فَلَا بَلَاغَ لِي إِلَّا باللهِ ثُمَّ بِكَ". فَذَكَرَ الحَدِيثَ في الأقرع والأعمى أيضًا المذكور في بني إسرائيل، وهناك أسنده، فقال: حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عمرو بن عاصم، وحدثنا محمد، ثنا عبد الله بن رجاء، قالا: ثنا همام به.
قال المهلب: وإنما أراد البخاري أن يخبر بـ (ما شاء الله ثم شئت) استدلالًا من قوله - عليه السلام - في حديث أبي هريرة:"فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك" وإنما لم يجز أن يقول: ما شاء الله وشئت؛ لأن الواو تشرك بين المشيئين جميعًا. وقد روي هذا المعنى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء فلان، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم ما شاء فلان"(١) وإنما جاز دخول (ثم) مكان الواو؛ لأن مشيئة الله
(١) رواه أبو داود (٤٩٨٠)، وأحمد ٥/ ٣٨٤ من حديث حذيفة بلفظ: لا تقولوا.