ذكر فيه حديث عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: السَّامُ عَلَيْكُمُ وَاللَّعْنَةُ. قَالَتْ: فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كلِّهِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولُ اللهِ، أوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ قُلْتُ عَلَيْكُمْ".
وحديث أَنَسِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي المَسْجِدِ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُزْرِمُوهُ". ثُمَّ دَعَا بِدَلْو مِنْ مَاءٍ فَصبَّ عَلَيْهِ.
وهذا سلف، ومعنى:"لا تُزْرِمُوهُ"، لا تقطعوا عليه بوله، يقال: زرم الدمع والبول بالكسر، إذا انقطع، وأزرمه عليه، قطعه عليه، وأزرمته أنا، وعبارة الأصمعي فيما نقله أبو عبيد الإزرام: القطع، يقال للرجل أزرم إذا قطع بوله: قد أزرمت بولك، وأزرمه: قطعه، وزرم البول نفسه: انقطع.