ذكر فيه حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ ". فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:"فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" الحديث بطوله.
وحق الجسم أن يترك فيه من القوة ما يستديم به العمل؛ لأنه إذا أجهد نفسه قطعها عن العبادة وفترت، كما قال في الحديث المروي عند أبي داود:"إن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى"(١).
قال المبرد: المنبت: المسرع في السير، فكأنه وقفت دابته ولم يبلغ
(١) قلت: لم أقف عليه عند أبي داود، إنما رواه ابن المبارك في "الزهد" (١١٧٩)، والبزار كما في "كشف الأستار" (٧٤)، والخطابي في "العزلة" ص: ١٢٥، =