ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ". وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}[النساء: ٦٩] فَعَلِمْتُ أَنَهُ خُيِّرَ.
سلف قريبا في باب مرضه - صلى الله عليه وسلم -. والبحة -بضم الباء كما سلف-: غلظ في الصوت. يقال: بح يبح بحوحا. وإن كان من داء فهو البحاح، يقال: رجل بح بين البحح، إذا كان ذلك فيه خلقة.
ويروى أن قومًا قالوا: يا رسول الله، أنت معنا في الدنيا وترفع يوم القيامة لفضلك، فانزل الله:{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ} فعرفهم أن الأعلَيْن ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون ليذكروا نعمة الله عليهم (١). وأخرجه الطبراني من حديث الأسود عن