٦٢٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا - رضي الله عنه - يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ:«مَنْ ذَا؟». فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ:«أَنَا أَنَا». كَأَنَّهُ كَرِهَهَا. [انظر: ٢١٢٧ -
مسلم: ٢١٥٥ - فتح ١١/ ٣٥]
ذكر فيه حديث جَابِرٍ - رضي الله عنه -: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ البَابَ، فَقَالَ:"مَنْ ذَا؟ ". فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ:"أَنَا أَنَا". كَأَنَّهُ كَرِهَهَا.
هذا الحديث قال به جماعة العلماء؛ لأنه لم يحصل به (تعريف)(١)، بل والإبهام باق، والذي ينبغي أن يقول فلان باسمه، وإن قال: أنا فلان فلا بأس به، كما قالت أم هانئ حين استأذنت، فقال (:"من هذا؟ " فقالت: أنا أم هانئ.
ولا بأس أن يقول: أنا أبو فلان، أو القاضي فلان، أو الشيخ فلان، إذا لم يحصل التعريف بالاسم لخفائه، فالأحسن أن يقال: أنا فلان المعروف بكذا.
وزعم ابن الجوزي أن لفظة أنا من غير أن يضاف إليها فلان تتضمن نوع كبر كأنه يقول: أنا الذي لا أحتاج أن أسمي نفسي، أو أتكبر عن تسميتها فيكره هذا أيضا.
قال المهلب: وإنما كره قول جابر: أنا؛ لأنه ليس في ذلك بيان إلا عند من يعرف الصوت، وأما عند من يمكن أن يشتبه عليه فهو من التعصب فلذلك كرهه، وقد قال بعض الناس: ينبغي أن يكون لفظ
(١) في الأصل: (ولا رياه) من غير نقط، ولعل المثبت تحدث به الفائدة.