ومهر فيه، وبلغ درجة الإمامة، وصار المشار إليه، والرُّحْلَة، وأخذ عليه فكره وهمَّته، واستغرق منه كل أوقاته.
قال النجم ابن فهد رحمه الله:"قرأ "صحيح البخاري" على الناس في الجوامع والمساجد وغير ذلك -خارجًا عما قرأه في الطلب وقرأ عليه-: ستين مرة! وقرأ "صحيح مسلم" نحو العشرين".
حتى إنه عُرف بالبرهان المحدث، وبخادم السنة.
[ثناء الأئمة عليه]
اتفقت كلمة عارفيه على وصفه بالإمامة، وما وراء ذلك من مطلب!
قال البدر المارديني المتوفى سنة ٨٣٧ في أبياته التي هنأ فيها البرهان بولادة ابنه أنس سنة ٨١٣، وأولها:
يا سيدًا بعلومه ساد الورى.
وسما الأئمة رفعةً وبهاء.
وقال ابن خطيب الناصرية (٨٤٣): "هو شيخ إمام، عامل، عالم، حافظ، ورع، مفيد، زاهد .. ، وصار رُحْلة الآفاق".
وقدم الحافظ ابن حجر حلب سنة ٨٣٦، وعمره ثلاث وستون سنة، وبعد رجوعه إلى القاهرة عمل "مشيخة" للبرهان، قال في مقدِّمتها -كما في "الضوء" ١: ١٤٣ - :"أما بعد: فقد وقفتُ على "ثَبَت" الشيخ الإمام العلامة الحافظ المسند شيخ السنة النبوية برهان الدين الحلبي .. ، فأحببتُ أن أخرِّج له "مشيخة" أذكرُ فيها أحوال الشيوخ المذكورين ومروياتهم ليستفيدها الرحَّالة، فإنه اليوم أحقُّ الناس بالرِّحلة إليه، لعلوِّ سنده حسًّا ومعنًى، ومعرفته بالعلوم فنًّا فنًّا. أثابه الحسنى. آمين".
فاتفق قول ابن حجر فيه مع قول ابن خطيب الناصرية أن المترجم