ثم ساق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لَيْسَ المِسْكِينُ الذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، إلى قوله: يَعْنِي: قَوْلَهُ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}[البقرة: ٢٧٣]
وقد سلف في الزكاة (١).
وقوله:(يقال: ألحف علي وألح عليّ وأحفاني) يريد: معناهن واحد، وإن اختلف ما أخذت منه، فمعنى ألح عليَّ: لازمني ولم يفتر، ومعنى ألحف يشتمل بالمسألة على وجوه الطلب وهو مشتق من اللحاف الذي يتغطى به، ومعنى أحفى مثل ألح ومنه:{فَيُحْفِكُمْ}[محمد: ٣٧] أي: يبالغ في مصلحتكم وهو مصدر في موضع الحال، أي: ملحفين والجمهور على أن معنى الآية لا يسألون البتة؛ لتعففهم عنها، وإن كان السابق إلى الفهم خلافه، ولا شك أن الإلحاح في المسألة ممتنعة عند الحاجة وعدمها ومن سأل وله أوقية من فضة