١٠٣٤ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [فتح: ٢/ ٥٢٠]
ذكر فيه عن أنس قال: كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وجهِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. هذا الحديث من أفراده.
وفي حديث آخر في "الصحيح" أن عائشة قالت: قيل له ذلك، فذكر قصة عاد (١)، وقوله:{هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف: ٢٤] وكان - صلى الله عليه وسلم - يخشى أن يصيبهم عقوبة ذنوب العامة، كما أصاب الذين قالوا:{هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف: ٢٤]. وفيه تذكر ما ينسى الناس من عذاب الله -عز وجل- للأمم الخالية، والتحذير من طريقهم في العصيان خشية نزول ما حل بهم، قَالَ تعالى {أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى} إلى قوله: {الخَاسِرُونَ}[الأعراف: ٩٧ - ٩٨] وعلى هذا كان الأنبياء والصالحون يشعرون أنفسهم الخوف من الله تعالى، يقول الله:{وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ}[الحج: ٣٤] وهم الخاشعون، كذا قَالَ الداودي، واعترضه ابن التين بأن المعروف أن المخبت: المطمئن بأمر الله تعالى، وقيل: الذي لا يظلم، وإذا ظلم لم ينتصر.
ومصدر (هبت الريح) هبوبًا، والتيس هبابًا، والنائم هبًا، والسيف هبة، والبعير هبابًا، إذا نشط من سفره. قَالَ أشهب: إذا هبت الريح الشديدة فافزع إلى الصلاة.