ذكر فيه حديث سعيدٍ المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - قال:"سَتَحْرِصُونَ عَلَى الامَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ".
ثم ساق حديث أبي موسى - رضي الله عنه -، وفيه"إِنَّا لَا نُوَلِّي هذا مَنْ سَأَلهُ وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ".
قال المهلب: حرص الناس على الإمارة ظاهر للعيان، وهو الذي جعل الناس يسفكون عليها دماءهم، ويستبيحون حريمهم، ويفسدون في الأرض حتى يصلوا بالإمارة إلى لذاتهم ثم لا بد أن يكون فطامهم إلى السوء من الحال؛ لأنه لا يخلو أن يقتل عليها أو يعزل عنها وتلحقه الذلة، أو يموت عليها، فيطالب في الآخرة بالتبعات، فيندم حينئذٍ.