للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التاسع: أتى البخاري بتعليق وهيب هنا؛ لفائدتين:

الأولى: أن فيها الحياة من غير شك بخلاف رواية مالك.

والثانية: (أنه) (١) أتى (بالتحديث) (٢) عن عمرو، ورواية مالك أتى فيها بـ (عن) تنبئ عن التدليس، وقد سلف الخلاف فيها في أول الكتاب، أنها هل تحمل عَلَى السماع؟

وفائدة ثالثة: أن فيها: "من خير" بدل "إيمان" لكن أسلفنا أنه أتى بها في: صفة الجنة مسندة بلفظ: "إيمان" (٣).

العاشر: في الحديث أنواع من العلم منها ما ترجم له، وهو تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، فإنه المراد من: "خير" كما سلف.

ومنها إثبات دخول طائفة من عصاة الموحدين النار، وقد تظاهرت عليه النصوص، وأجمع عليه من يعتد به. ومنها إخراجهم من النار، ومنها أن أصحاب الكبائر لا يخلدون في النار، وهو مذهب أهل السنة خلافًا للخوارج والمعتزلة (٤).

وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على


(١) من (ف).
(٢) في (ج): بالحديث، والمثبت من (ف) وهو الصواب.
(٣) برقم (٦٥٦٠).
(٤) الخوارج هي أول بدعة ظهرت في هذِه الأمة؛ لأن زعيمهم خرج على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ذو الخويصرة من -بني تميم- حين قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهيبة جاءت فقسمها بين الناس، فقال له هذ الرجل: يا محمد اعدل … الحديث. فكان هذا أول خروج على الشريعة، ثم صارت بدعتهم في عهد الصحابة، وما زالوا يتوالون.
وهم متفقون على أن العبد يصير كافرًا بالذنب، وهم يكفرون عثمان وعليًّا وطلحة والزبير وعائشة، ويعظمون أبا بكر وعمر. انظر: "اعتقادات المسملين والمشركين" ص ٤٦ - ٤٧، "شرح العقيدة الواسطية" ١/ ١٢. =