للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبه جزم ابن بطال حيث قَالَ: إنما رآهم ملوكًا على الأسرة في الجنة في رؤياه، ويحتمل كما قال القرطبي: أن يكون خبرًا عن حالهم في غزوهم أيضًا (١).

سادسها: فيه دلالة على ركوب البحر للغزو، قَالَ ابن المسيب: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتجرون في البحر منهم طلحة وسعيد بن زيد (٢)، وهو قول جمهور العلماء إلا عمر بن الخطاب وابن عبد العزيز فإنهما منعا من ركوبه مطلقًا، ومنهم من حمله على ركوبه لطلب الدنيا لا الآخرة، وكره مالك ركوبه للنساء مطلقًا لما يخاف عليهن من أن يطلع منهن أو يطلعن على عورة، وخصه بعضهم بالسفن الصغار دون الكبار والحديث يخدش فيه (٣).

وأما حديث ابن عمرو مرفوعًا: "لا يركب البحر إلا حاجًا أو معتمرًا أو غازيًا فإن تحت البحر نارًا وتحت النار بحرًا" فأخرجه أبو داود وهو ضعيف (٤)، ولما ذكره الخلال (٥) من حديث ليث، عن مجاهد، عنه؛ قَالَ ابن معين: هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكر.


(١) "التمهيد" ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥ بتصرف، "شرح ابن بطال" ٥/ ١١، "المفهم" ٣/ ٧٥٣.
(٢) "العلل ومعرفة الرجال" ٢/ ٤٢. (١٤٩٣).
(٣) "التمهيد" ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤.
(٤) "سنن أبي داود" (٢٤٨٩)، وقال المنذري في "مختصره" ٣/ ٣٥٩: الحديث فيه اضطراب. وقال المصنف في "خلاصة البدر المنير" ١/ ٣٤٤: هو ضعيف باتفاق الأئمة؛ قال البخاري: ليس بصحيح. وقال أحمد: غريب. وقال أبو داود: رواته مجهولون. وقال الخطابي: ضعفوا إسناده. وقال صاحب "الإمام": اختلف في إسناده. اهـ. وانظر: "تلخيص الحبير" ٢/ ٢٢١، وكذا "الضعيفة" (٤٧٩).
(٥) رواه الخلال في "علله" كما أفاده العيني في "عمدة القاري" ١١/ ٣٢٦، ولم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>