للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْآخَرِينَ (٤٠)} [الواقعة: ٣٩ - ٤٠] (١).

الحادي عشر: قولها: (ادع الله أن يجعلني منهم) فيه تمني الغزو والشهادة وهو موضع تبويب البخاري الشهادة للرجال والنساء؛ وقال غيره أيضًا: إن فيه تمني الشهادة وليس في الحديث، وإنما فيه تمني الغزو لا تمني الشهادة. كذا قاله ابن التين (٢).

وقال ابن المنير: حاصل الدعاء بالشهادة أن يدعو الله أن يمكن منه كافرًا يعصي الله فيقتله، وهذا مشكل على القواعد؛ إذ مقتضاها ألا يتمنى معصية الله لا له ولا لغيره، ووجه تخريجه أنَّ الدعاء قصدًا إنما هو نيل الدرجة المرفوعة المعدة للشهداء، وأما قتل الكافر فليس مقصود الداعي وإنما هو من ضروريات الوجود؛ لأن الله تعالى أجرى حكمه ألا ينال تلك الدرجة إلا شهيد (٣).

قلتُ: قد أسلفنا أن عمر -رضي الله عنه - تمناها على يد كافر (٤).

الثاني عشر: قيل: إن رؤياه - عليه السلام - الثانية كانت في (شهيد) (٥) البر فوصف حال البر والبحر بأنهم ملوكٌ على الأسرة، حكاه ابن التين وغيره، قَالَ: وقيل: يحتمل أن يكون حالهم في الدنيا كالملوك على الأسرة ولا يبالون بأحد.

الثالث عشر: هذا الحديث من أعلام نبوته وذلك أنه أخبر فيه


(١) "التمهيد" ١/ ٢٣٤.
(٢) رد الحافظ في "الفتح" ٦/ ١١ على ابن التين بقوله: إن الشهادة هي الثمرة العظمى المطلوبة في الغزو.
(٣) "المتواري" ص ١٤٩.
(٤) سلف من رواية مالك في "الموطأ" ص ٢٨٥.
(٥) في (ص ١): شهداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>