للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن معنى وجدها عنده يريد: مكتوبة، وقد روي أن عمر قَالَ: أشهد لسمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروي أن أُبي بن كعب قَالَ مثل ذلك، وعن هلال بن أمية أيضًا مثله. فهؤلاء جماعة، وإنما أمر أبو بكر عند جمع المصحف عمرَ بنَ الخطاب وزيدًا بأن يطلبا على ما ينكرانه شهادة رجلين يشهدان سماع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون ذَلِكَ أثبت وأشد في الاستظهار ومما لا يسرع (أحد) (١) إلى دفعه وإنكاره، قاله القاضي أبو بكر بن الطيب، وقد ذكر في ذَلِكَ وجوهًا (أخر) (٢) هذا أحسنها ستأتي في باب: جمع القرآن في فضائله (٣) إن شاء الله تعالى.

فائدة: خزيمة هو ابن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس، أبو عمارة كانت معه راية بني خطمة يوم الفتح، من ولده عبد الله بن محمد بن عمارة بن خزيمة، له أخوان: وحوح؛ لا عقبَ له، وعبد الله بن ثابت؛ له عقب.

وسبب كون شهادته بشهادتين، وذكرها هنا ليأتي بالقصة على وجهها أنه - صلى الله عليه وسلم - كَلَّمَ رجلاً في شيء فأنكره، فقال خزيمة: أنا أشهد؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أتشهد ولم تُستشهد" فقال: نحن نصدقك على خبر السماء فكيف بهذا؛ فأمضى شهادته وجعلها شهادتين وقال له: "لا تعد" (٤).


(١) من (ص ١).
(٢) من (ص ١).
(٣) سيأتي برقم (٤٩٨٦) كتاب: فضائل القرآن.
(٤) هذِه القصة -بلفظ مقارب- رواها أبو داود (٣٦٠٧)، والنسائي ٧/ ٣٠١ - ٣٠٢، وأحمد ٥/ ٢١٥ - ٢١٦. من حديث عمارة بن خزيمة، عن عمه، وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحديث صححه غير واحد. انظر: "الإرواء" (١٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>