للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

التعليق عن ابن عباس سلف أول الكتاب وغيره مسندًا (١).

وحديث سعد من أفراده وعند الإسماعيلي: "إنما نصر" وفي لفظ: "نصر الله هذِه الأمة بضعفائهم بدعواتهم وصلواتهم وإخلاصهم" وفي لفظ: ظن أن له فضلاً على من دونه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وللنسائي: "بصومهم وصلاتهم ودعائهم" (٢).

ولعبد الرزاق عن مكحول أن سعدًا قَالَ: يا رسول الله، أرأيت رجلاً يكون حامية القوم، ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ثكلتك أمك يا ابن أم سعد، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟! " (٣).

وحديث أبي سعيد سيأتي في أعلام النبوة وغيرها، وتأويل ذَلِكَ أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصًا وأكثر خشوعًا لخلو قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها، وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن الله تعالى، فجعلوا همَّهم همًّا واحدًا فزكت أعمالهم، وأجيب دعاؤهم. وعبارة ابن التين تعني: أنهم قليلو المال والعشائر؛ لأنهم من قبائلَ شتى، يدعون من أقاصي البلاد، وهم أهل الصُّفَّة، حبسوا أنفسهم لله، فأكثر قصدهم الغزو والصلاة والدعاء.

قَالَ المهلب: إنما أراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول لسعد الحض على التواضع، ونفي الكبر والزهو عن قلوب المؤمنين.


(١) سلف برقم (٧) كتاب بدء الوحي.
(٢) النسائي ٦/ ٤٥؛ بلفظ: "بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
(٣) "مصنف عبد الرزاق" ٥/ ٣٠٣ (٩٦٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>