للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألسنا وإن كرمت أوائلنا … يومًا على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا … تبني ونفعل مثل ما فعلوا

الخامسة: قوله: (حين صففنا لقريش). وفي بعض النسخ: أسففنا، حكاه الخطابي ثم قَالَ: فإن كان محفوظًا فمعناه القرب منهم والتدلي عليهم؛ كأن مكانهم الذي كانوا فيه أهبط من مصاف هؤلاء، ومنه قولهم: أسف الطائر في طيرانه، إذا انحط إلى أن يقارب إلى وجه الأرض، ثم يطير صاعدًا (١).

السادسة: (أكثبوكم). بثاء مثلثة ثم باء موحدة، أي دنوا منكم وقاربوكم، وفي "الغريبين" حذف الألف، فلعلهما لغتان، وقال ابن فارس: أكثب الصيد إذا أمكن من نفسه، وهو (من) (٢) الكَثَبَ وهو القُرْب (٣). وقال الداودي معنى أكثبوكم: كثروا وحملوا عليكم، وذلك أن النبل إذا رمي في الجمع لم يخطئ، ففيه ردع لهم. ونقل ابن بطال عن "الأفعال" أن العرب تقول: أكثبك الصيد قرب منك، والكثب: القرب، فمعنى أكثبوكم قربوا منكم (٤).

السابعة: أن السلطان يعلم المجودين بأنه معهم، أي: من حزبهم، ومحب لهم كما فعل - صلى الله عليه وسلم - للمجودين في الرماية، فقال: "وأنا مع بني فلان". أي أنا محب لهم ولفعلهم، كما قَالَ: "المرء مع من أحب" (٥).

الثامنة: أنه يجوز للرجل أن يبين عن تفاضل إخوانه وأهله وخاصته


(١) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٩٥.
(٢) من (ص ١).
(٣) "مجمل اللغة" ٢/ ٧٧٩، مادة: كثب.
(٤) "الأفعال" ص ٦٥ - ٦٦، "شرح ابن بطال" ٥/ ٩٥.
(٥) سيأتي برقم (٦١٦٨) كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله -عَزَّ وَجَلَّ-.

<<  <  ج: ص:  >  >>