إذا تقرر ذَلِكَ؛ فالحديث قال على شدة لزوم الناس طاعة الإمام ومن يستعمله الإمام، كما ذكره المهلب، ألا ترى تحرج السائل لعبد الله وتعرفه كيف موقع التخلف عن أمر السلطان من السنة، وتحرج عبد الله من أن يفتيه في ذَلِكَ برخصة أو شدة، لكن قد فسر الشارع ذَلِكَ في الحديث الذي أمر فيه بعض قواده أن يجمعوا حطبًا ويوقدوها، ففعلوا، فقال لهم:"ادخلوها" فتوقفوا، وأُخبر بذلك فقال:"لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف". وقوله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] يقضي على ذَلِكَ كله، وقد كان له أن يكلفها فوق وسعها فلم يفعل وتفضل في أخذ العفو، وفيه: فشكى عبد الله بن مسعود قلة العلماء وتغير الزمن عما كان عليه في وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.