من الهجرة، وهذِه الثالثة: التي أغار فيها عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله، فخرج أبو قتادة وابن الأكوع في طلبها، وذلك في سنة ست من الهجرة.
إذا تقرر ذَلِكَ؛ ففيه: النذير بالعسكر والسرية بالصراخ، وهي رفع الصوت بكلمة تدل على ذلك.
ومعنى:(يا صباحاه): أغير عليكم في الصباح، أو قد صوبحتم فخذوا حذركم، ومعناه الإعلام بهذا الأمر المهم الذي دهمهم في الصباح.
وقال ابن المنير: الهاء للندبة، وهي تسقط وصلاً، والرواية إثباتها فيقف على الهاء، وقيل: لأنهم كانوا يغيرون وقت الصباح. وقيل: جاء وقت الصباح فتأهبوا للقاء فإن الأعداء يتراجعون عن القتال ليلاً فإذا جاء النهار عاودوه.
وفيه: جواز الأخذ بالشدة، ولقاء الواحد أكثر من المثلين؛ لأن سلمة كان وحده وألقى بنفسه إلى التهلكة، وفيه تعريف الإنسان بنفسه في الحرب لشجاعته وتقدمه، وسيأتي في الباب بعده زيادة فيه.
وفيه: فضل الرمي لأنه وحده قاومهم بها، ورد الغنيمة.
و (الغابة): الأجمة، والثنية من الأرض كالمرتفع، قاله ابن فارس (١). وقيل: هي أعلى الجبل؛ وسلف.
و (اللقاح): النوق ذات الدر، واحدها: لقحة بكسر اللام. وقيل: بفتحها، و (غَطَفَان) و (فَزَارة): قبيلتان من العرب.
وقوله:(واليوم يوم الرضع). فيه أقوال للعلماء، منها أن معناه: من