للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا قتيبة: بدل (قبيصة) وهو ما ذكره في باب مرضه من المغازي، وتكرر قتيبة، عن ابن عيينة في مواضع، ولعل البخاري سمع الحديث منهما، غير أنه لا يحفظ لقبيصة، عن ابن عيينة شيئًا في "الجامع"، ولا ذكره الكلاباذي فيمن روى في "الجامع" عن غير الثوري (١).

والثالثة: ورد في رواية ستأتي أنها القرآن، وعن المهلب: هي تجهيز جيش أسامة بن زيد، وكان المسلمون اختلفوا في ذَلِكَ على الصديق فأعلمهم أنه - صلى الله عليه وسلم - عهد بذلك عند موته (٢). وقال عياض: يحتمل أنها قوله: "لا تتخذوا قبري وثنًا يعبد" (٣) فذكر مالك معناه مع إجلاء اليهود (٤).

وفيه: سنة إجازة الوفد، وهو من باب الائتلاف، وهو عام في جميع الوفود الواردين على الخليفة، من الروم كانوا أو من المسلمين؛ لأنهم وإن كانوا من الروم فإنهم لا يأتون إلا بأمر فيه منفعة وصلاح للمسلمين، فكذلك أمر - صلى الله عليه وسلم - بالوصاة بإجازتهم، وأيضًا فإنهم ضيوف، وقد قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فيهم: "جائزته يوم وليلة" (٥)، ولم يخص فهو عام.

وفيه: دلالة (على) (٦) أن الوصية المدعاة لعلي باطلة؛ لأنه لو كان وصيًّا كما زعموا لعلم قضية جيش أسامة كما علم ذَلِكَ الصديق وما جهله.


(١) "تقييد المهمل" ٢/ ٦٣٤ - ٦٣٥.
(٢) "شرح ابن بطال" ٥/ ٢١٥.
(٣) علم عليها في الأصل (لا .. إلى) لعله يعني نسخة كما في اصطلاح المحدِّثين، وقد تعني علامة الحذف.
(٤) "إكمال المعلم" ٥/ ٣٨٣.
(٥) سيأتي برقم (٦١٣٥) كتاب الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته.
(٦) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>