وفيه: أنه يجوز للمتكلم أن يقدم المشيئة لله تعالى في أول كلامه، ثم يصلها مما يحب إيقاعه من الفعل.
وفيه: أن الرجل الفاضل ينبغي له عندما يجدد له من نعمة وسلامة أن يقر لله تعالى بطاعته، ويسأله أن يديم له حال تثويبه وعبادته له. وإن كان الشارع قد تقرر عنده أنه لا يزال تائبًا عابدًا ساجدًا حامدًا لربه لكن هو أدب الأنبياء أخذا بقوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله} [الكهف: ٢٣ - ٢٤] ولعلمهم بمواقع نعم الله عندهم، يعترفون له بها ويذعنون ويتبرءون إليه من الحول والقوة، ويظهرون الافتقار إليه؛ مبالغة في شكره تعالى، ولتقتدي بهم أممهم في ذلك.
فائدة:
قوله في حديث أنس:(فاكتنفنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: أحطنا به.
وفيه: تغطية أبي طلحة وجهه، وإصلاح الرجل للمرأة للضرورة.
وفيه: حجاب أمهات المؤمنين وإن كن كالأمهات.
وفيه: علم الشارع بصلاح أبي طلحة وإسقاط الغيره.
فائدة أخرى:
قوله:(مقفله من عسفان) هو وهم نبه عليه الدمياطي الحافظ حيث قَالَ: ذكر عسفان مع قصة صفية وهم؛ لأن غزوة عسفان إلى بني لحيان كانت في سنة ست، وغزوة خيبر في سنة سبع. وإرداف صفية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووقوعها كان فيها.