وفيه: التبشير بالإسهام لهم؛ لقوله:"أَبْشِرُوا وَأملوا"، ومعنى ذلك: أملوا أكثر ما تطلبون من العطاء؛ لأنهم لم يعرفوا مقدار ما قدم به أبو عبيدة، فبشرهم بأكثر مما يظنون.
وفيه: علامة النبوة؛ لأنه أخبرهم مما يخشى عليهم مما يفتح عليهم من الدنيا.
وفيه: أن المنافسة في الاستكثار من المال سبيل من سبل الهلاك في الدنيا. والأمل: الرَّجاء، يقال: أملته فهو مأمول.
عمرو بن عوف هذا بدري كما ذكره البخاري (١)، وكذا ذكره ابن إسحاق وابن سعد فيمَنْ شهد بدرًا من المهاجرين، وهو مولى سهيل بن عمرو، مات في خلافة عمر - رضي الله عنه -.
فائدة:
فيه أيضًا: التحذير من فتنة الدنيا، فإن مَنْ طلب منها فوق حاجته لم يجده، ومَنْ قنع حصل له ما يطلب، وما الدنيا إلا كما قيل:
إن السلامة من سلمى وجارتها … ألا تمر على حال بواديها
فصل:
في إسناد حديث جبير بن حيّة: المعتمرُ بن سليمان، قيل: إنه وهم، وصوابه المعتمر بن الرق؛ لأن عبد الله بن جعفر راويه عنه لا يروي عن المعتمر بن سليمان، كذا رأيته بخط الدمياطي.
وزياد بن جبير اتفقا عليه، وانفرد البخاري بأبيه جبير بن حيّة،
(١) سيأتي في كتاب: المغازي، باب: تسمية من سمي من أهل بدر.