للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والهُدْنَةٌ: أصلها السكون. يقال: هدن أهدن، فسمي الصلح على ترك القتال هدنة ومهادنة؛ لأنه سكون عن القتال بعد التحرك فيه.

والغَاية: الراية كما سيأتي. قال الجواليقي: غاية وراية واحد؛ لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف وإذا مشت تبعها. ورواه بعضهم: غاية -بباء موحدة- وهي: الأجمة، شبه كثرة الرماح بالأجمة، ذكره القاسم بن سلام (١) قال الخطابي: هي (الغَيْضَة) (٢) واستعيرت للرايات ترفع لرؤساء الجيوش، وشبه ما يشرع معها من الرماح بالغابة (٣)، وحمله على ما ذكره من الحساب مع مائة ألف وستون ألفًا.

فصل:

في الحديث علامات النبوة وأن الغدر من أشراط الساعة، وفي الآية دلالة عصمة الشارع من مكر الخديعة طول أيامه وليس ذلك لغيره؛ لقوله {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧] وقام الإجماع على عصمته في الرسالة، وقد عصم من مكر الناس وغدرهم له، وهذِه العلامات الذي أنذر بها قد ظهر كثير منها، والفتنة لم تزل في زمن عثمان -أعاذنا الله منها- وقد دعا - عليه السلام - أن لا يجعل بأس أمته بينهم" فمنعها (٤)، فلم يزل الهرج إلى يوم القيامة.


(١) "غريب الحديث" ١/ ٢٥٥.
(٢) في الأصل: (الغضية) والصحيح ما أثبتناه من "أعلام الحديث"، وغيضة جمعها غياض، وهي الشجر الملتف انظر "النهاية في غريب الحديث" ٣/ ٤٠٢.
(٣) "أعلام الحديث" ٢/ ١٤٦٩.
(٤) جزء من حديث: "سألت ربي ثلاث خصال … " وسبق تخريجه وقد رواه الطبراني ١/ ١٠٧ (١٧٩) من حديث علي، وقال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ٢٢٢: فيه أبو حذيفة الثعلب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>